قال : أملى علىّ عبد الله بن المبارك هذه الأبيات بطرسوس وودعته بالخروج للحج وأنفذها معي إلى الفضيل – يعني ابن عياض – وذلك سنة تسع وسبعين ومائة :
ياعابدَ الحرمينِ لوْ أبصرتنـاَ لَعَلِمتَ أنَّك فَي العِبَادَة ِ تَلْعَبُ
منْ كانَ يخضبُ جيدهُ بدموعِه فَنُحورُنَا بِدِمَائنَـا تَتَخَضَّـبُ
أوْ كانَ يُتعبُ خيلهُ في باطـلِ فخيولُنا يومَ الصبيحة ِ تَتعـبُ
ريحُ العَبِيرِ لَكُمْ وَنَحنُ عَبِيرُنَا رهجُ السنابِكِ والغبارُ الأطيبُ
ولقدْ أتانَا مـنْ مقـالِ نَبينَـا قَولٌ صَحِيحٌ صَادِقٌ لا يَكْذِبُ
لا يَستَوي غُبَارُ خَيِل الله فِـي أنْفِ امرِىء وَدُخَانُ نَارٍ تَلْهَبُ
هَذَا كَتَابُ الله يَنْطِـق بَيْنَنَـا لَيْسَ الشَّهِيدُ بِمَيِّتٍ لاَ يَكْـذبُ
Comments